=====
بقلم الدكتور عبدالله فهد النفيسي
================
==================
حملة عبدا لناصر القمعية ضد الإخوان المسلمين في مصر 1954م كان لها ترددّات سياسية في العالمين الغربي والإسلامي لصالح الإخوان ، ذلك لأن نخبة الإخوان اضطروا للهجرة على خارج مصر وكان بني المناطق التي هاجروا إليها هي الجزيرة العربية . فوصل إلى قَطَر مثلاً : عبدالبديع صقر والشيخ يوسف القرضاوي وعبدالمعز عبدالستار وأحمد العسّال وكمال ناجي وغيرهم . كان لحضور هذا النفر من الإخوان إلى بلد صغير كقطر أثر معنوي كبير على أهل قطر المفطورون على الدين وأهله . وكان ثمة انبهار بهذه الرموز الإخوانية والتي كان لها دروس وحلقات في المساجد ومحاضرات عامّة ودور كبير في إنشاء وزارة التربية والتعليم وصياغة المناهج التربوية والتعليمية في البلاد واختيار أعضاء هيئات التدريس في كل المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية .
وكان الحاكم الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني ميّال إلى الثقة بهذه المجموعة من الإخوان الذين تميَّزوا بالأخلاق الحميدة والسِّير الطيبة فزاد ذلك من ثقة كل الناس بهم في قطر . ويبدو أن هذه المجموعة من الإخوان كانت حريصة على العمل الفردي العضوي حتى لا تثير الشكوك حولها خاصة وأن شبه "الحزبية" كانت دائماً تلاحق الإخوان الفارين إلى خارج مصر وكانت مخابرات عبدالناصر حريصة على إلصاق هذه التهمة بهم أينما حلوا .
ركّز هؤلاء على إنشاء وزارة التربية والتعليم والمعهد الديني ولعبت العلاقات الشخصية والمبادرات الفردية دورا كبيرا في انشاء التيار الإسلامي داخل قطر الذي تأثر في مرحلة مبكرة بكتابات سيد قطب رحمه الله وفتحي يكن وغيرهم من مفكرين الإخوان . فالامتداد الإخواني في قطر في مراحله الأولى بدأ بصورة الامتداد الفكري وعاشت قطر "خاصة 1960 – 1980 " مرحلة نشطه من التلقّي الفكري الإسلامي . من نافل القول إن الإخوان يتمنون النسق التربوي وكانت التربية عندهم تأخذ أشكالاً تناسب كثيراً الطبيعة البدوية في الجزيرة العربية ( وفيها بالطبع قطر ) : شكل الرحلة والمخيّم والمعسكر أو غيرها من الأشكال المناسبة . كل هذه المناشط كانت تتم بشكل عفوي دون (تنظيم) ولا تأكيد على ذلك . وكان رموز الإخوان آنذاك القادمين من مصر يدعون إلى هذه المخيمات والرحلات تكون لهم أحاديث ودروس ويكون لهذه الأحاديث آثارها البالغ على الشباب في قطر المتطلع لدور مستقبلي . ومع الوقت بدأت هذه المجاميع من الشباب تشعر بألفة فئوية ورفقة سيكولوجيه لم تكن تشعر بها من قبل وأيضا مع الوقت ونظراً لتأثرهم بكتابات سيد قطب رحمه الله وفتحي يكن وغيرهم واحتكاكهم المباشر مع الفارين من الإخوان بدؤوا يشعرون أنهم أصبحوا إخوانا دون أن ينتبهوا أن الإخوان يعيشون مع الدولة في مصر وأن لا صراع لهم مع الدولة في قطر لكن في غمرة هذا ( ليوتوبيا utopia ) الإسلامية أصرّت هذه المجموعة الصغيرة من شباب قطر ( لا تتعدى المئة ) في منتصف السبعينيات 1975 على ضرورة اختيار ( مسؤول ) للإشراف على هذه المناشط ( تربية ، وترويح ، واحتفال ) وهنا بدأت الخلافات الداخلية الناشئة أصلا ليس من خلاف موضوعي بقدر ما هي ناشئة من ( الإفتعال ) الذي كان يَصِمُ الحالة برقتّها فما حاجة قطر لـ ( تنظيم إخوان ) أو غيره ؟ وما حاجة هذه المجموعة الصغيرة المتآلفة المتحّابة لأن تلقى بنفسها بأتون ( الحزبية ) و ( الانتخابات الداخلية ) ولماذا كل هذا ؟ قد نفهم لماذا يحدث ذلك في مصر المكتظة بالملايين من الناس ( عدد غير قليل منهم يعيشون تحت خط الفقر ) لكن ما هو غير مفهوم أن يحدث ذلك في قطر البلد الصغير والصغير جداً والذي يعاني من ندرة سكانية ويعيش الناس فيه بحالة من اليسر النسبي فلا أجد تفسيراً للحالة الإخوانية في قطر أكثر من الإشارة إلى أنها حالة ( تقمّص ) أو( انبهار ) بالإخوان الفاريّن من قمع عبدالناصر و ( الجماعة ) التي انتجت هذه النوعية الصّلبة من الأفراد أمثال القرضاوي والعسّال وصقر ناجي وعبدالستّار على سبيل المثال لا الحصر . لكن الذي لم تدركه هذه المجموعة من الشباب الذين لم يتلقوا أي ( تدريب سياسي political counseling ) ولم يتعرّفوا على حساسية السلطات السياسية في كل أنحاء العالم وفي كل الدول من نشوء أو قيام تنظيمات organizations تتضارب في طريقة تفكيرها أو في منتهى مشروعها السياسي مع مشروع الدولة أو اتجاهها العام الذي تفرضه عوامل موضوعية objective في الداخل والخارج .
وبعد خمس سنوات من تشكيل التنظيم الجديد البسيط شكلاً ومضموناً جاء بعض الخريجين الجُدد من الخارج 1980 ـ 1981 وانضموا إلى هذه المجموعة وبدأت تنطرح الأسئلة الجدّية داخل المجموعة : من نحن ؟ وإلى أين نسير ؟ وهل هناك مشروع نحمله ونتحمّل حمله ؟ هل هذا ما نريد ؟ ما هي مصلحة المجتمع القطري في كل ذلك ؟ هل لفكرة ( الدوجما ) الحزبية تبعات في المستقبل ؟ هل هذا الثوب مناسب ارتداءه في قطر ؟ والملفت للنظر أن المجموعة تعاملت مع هذه التساؤلات بكل رصانة وجدّية وحزم وقررت تفويض أفراداً منها للقيام بدراسة هذه الأسئلة دراسة تفصيلية واستحضار فكر المؤسس المرحوم بإذن الله الشهيد حسن البنـّا وتنزيل هذا الفكر على تجربة الإخوان في مصر وتجارب الإخوان خارج مصر . وفعلاً استغرقت دراسة الأسئلة والإجابة عليها وتنزيل فكر ( المؤسّس ) البنـّا على تجربة الإخوان في مصر وخارجها عدّة سنوات ( انتهت الدراسة ربما 1991 أو قريباً من ذلك ) وخلصت الدراسة ـ وخاصة في قسمها الثاني الغير منشور حتى الآن ـ إلى أن (فكر) البنّا لم يحدّد بدقة الموقف من ( الدولة ) : المشاكل الداخلية للدولة ،الحكومة، الإدارة ، الإقتصاد، الأمن، نظرية العلاقات الدولية ، الإقتصاد، التعليم . اتبعت الورقة ـ في الجزء الذي لم ينشر ـ والتي وضعها القطريون النابهون نظاماً صارماً في الإجابة على الأسئلة ودرسوا ( منظمة ) الإخوان بشكل موضوعي وصارم . درسوا المنظمة من حيث الهيكل والقيادة والثقافة السائدة في المنظمة وإدارة المنظمة . كما درسوا الروافع في المنظمة : الموارد البشرية ونظم الإتصال والتعاون البيني داخل المنظمة كما درسوا المعرفة داخل المنظمة والجمهور المخاطب ومجال التنافس داخل المنظمة وتكاليف الصراع الذي تحركه المنظمة أي هل لديها استعداد لدفع التكاليف ؟ كما درسوا المنظمة من جهة التخطيط أي : هل هناك خطة فعلية ليسترشد بها الإخوان في مصر وخطة قائمة فعلاً ، فكم حقق منها الإخوان وكم بقي على تحقيق الهدف النهائي ؟ أسئلة كبيرة ومهمة وجديرة بالتأمل خاصة الممعنة في صحراء الجزيرة العربية وسكينتها التاريخية . لقد نشر القطريون الجزء الأول من دراستهم ( فكر البناّ ) رحمه الله لكنهم لم ينشروا الجزء الثاني من دراستهم ( منظمة الإخوان ) وهو الجزء الأهم نظراً لما فيه من تشريح عملي وموضوعي صارم لأوضاع المنظمة لم تعتد عليه في تاريخها الطويل منذ نشوئها 1928م في الإسماعيلية . وبعد كل هذا الجهد المبذول في الدراسة توصّلوا إلى قرار 1999 بحل التنظيم وتم تبليغ ( التنظيم الدولي ) بهذا القرار . لقد أظهر القطريون نباهة مبكّرة سوف تختصر عليهم كثيراً من المشاكل التي يمرّ بها إخوانهم في أقطار أخرى من الجزيرة العربية مثل الإمارت العربية المتحدة وسلطنة عمان . سألت أحد القائمين المهميّن بهذه الدراسة بجزئيها : الآن وبعد هذه السنين ما رأيك بالإخوان في مصر ؟ قال : ( لقد تحوّلوا إلى اسفنجة تمتص كل الطاقات وتجمّدها ، إنهم حيثما كانوا يساهمون في تجميد الحالة وذلك يخدم في المحصول النهائي النظام أينما كان . إنهم يقومون بدور وظيفي لصالح الدولة هناك دون أن يشعروا ) انتهى . سألت آخر نفس السؤال فقال : ( الإشكال الأساسي عند الإخوان في مصر هو فقدان البوصلة . إنهم مشغولون بالفعل اليومي والصراع على النقابات والأندية والاتحادات الطلابية والسيطرة على المساجد وينسون في غمرة كل ذلك التوّجه الإستراتيجي والفكر المنهجي بعيد المدى . وإذا كان الإخوان في مصر يمثلون (القلب) بالنسبة لتنظيم الإخوان العالمي فإن علاقة ذلك القلب بـ ( الأطراف ) ـ تنظيمات الإخوان في البلاد العربية ـ علاقة ضعيفة وسطحية للغاية ولا تقوم على اتصال عضوي وحي ومستمر والقلب لا يستطيع أن يعيش وحده في أي جسم كان فهو في نهاية الأمر يحتاج لحركة الأطراف فوظيفته في النهاية ضخّ الدماء لهذه الأطراف . ثم إن الإخوان في مصر يعيشون في ظل نظام فكري دوغماني ويريدون إسقاط هذه الدوغماتية على الجميع خارج مصر وهذا أمر غير مقبول ولا معقول وهذا أدّى إلى تحوّل الجماعة إلى عامل طرد أكثر من عامل جذب للعقول المتميزة .) انتهى .
ويرى (نفسه) أن أهم قضية يعاني منها مجتمع الجزيرة العربية هي ( خمول المجتمع المدني ) إذ لم يصل الناس إلى مستوى جيد من النضج المدني لذلك من الممكن أن تنطلي عليهم بأن تقوم الحكومة على سبيل المثال بإشهار ( جمعية حقوق الإنسان ) يعيَّن رئيسها ومجلس إدارتها وميزانيتها من الحكومة التي تشرف على تسييرها وتتحكم في حركتها بحيث تتستر هذه الجمعية على انتهاكات الحكومة لحقوق الإنسان بدلاً من أن تكشفها وتقاومها . ويرى هذا الشاب القطري الذي كان سابقاً من الإخوان ولا يرى حالياً حاجةً لوجود تنظيم كهذا في قطر ولا حتى في الجزيرة العربية ، وأقول يرى أن تنشيط ( المجتمع المدني ) ومؤسساته وبث الروح فيها سيؤدي في النهاية إلى النهوض بمستوى الوعي وسينعكس ذلك بدوره على النشاط السياسي والاجتماعي والتعليمي والحقوقي في مجتمع الجزيرة العربية . ويحذّر هذا الشاب النّابه إلى أنه بالرغم من ندرة السّكان في الجزيرة العربية وبالرغم من القدرات المالية والإدارية لدولها نلاحظ أن نسبة الأمية في الجزيرة العربية عالية للغاية إذ تبلغ في قطر 9.0 % وفي الكويت 7.0 % وفي المملكة العربية السعودية 23 % وفي الإمارت العربية المتحدة 12.3 % وفي البحرين 13.4 % وفي سلطنة عمان 18.6 % أما في اليمن فهي 47.0 % ويضيف أن العالم اليوم يتحدث عن نسب الأمية الحرفية والقادرين على القراءة والكتابة .
ويضيف أننا في الجزيرة العربية لسنا في حاجة لاستنساخ التجربة في مصر ( أي تجربة الإخوان ) إذ أن الظروف الموضوعية في مصر رما برّرت نشوء وقيام ( جماعة الإخوان ) في وقتها 1928 م لكن مصر في وضعها الحالي 2006 ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك . يقول نحن في حاجة إلى قلب ( مرجعية ) ذات صدقية وليس على ( تنظيم ) . في حاجة إلى ( قلب مرجعي ) كما أسماه مشبّع بالعلم الشرعي الإسلامي وإضافة إلى ذلك بالفكر الإستراتيجي وفهم الواقع المحلّي والإقليمي والعالمي والتسلّح بأدوات الفحص المنهجي السليم المناسبة للعصر وظروفه وملابساته . يقول لو توفر هذا القلب المرجعي ( قد يكون فرد أو مجموعة من الأفراد ) ولو توفرت له ( المراكز ) و ( المؤسسات ) لأستطاع هذا القلب أن يشِعّ ما هو مطلوب من التوجيه المناسب لحركة المجتمع في الجزيرة العربية وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية السمحاء دون ولوج تجربة ( التنظيم ) السياسية وتفريعاتها المؤلمة التي شهدها أكثر من قُطر عربي وإسلامي والتي تثير حساسية مُفرطة لدى دولنا ونُخبنا الحاكمة . هذه واحدة أما الثانية فإن أكثر ما يميّز التجربة الإخوانية القطرية ( التي انتهت 1999 ) أنها لم تكن ( عادية ) إذ لم تتحكم بها العاطفة الإسلامية أو اليوتوبيا السياسية ولم تتحكم بها ( لوائح تنفيذية ) أو قوانين أو رسميات formalities كشأن تجربة الإخوان في الإمارات أو الكويت أو ربّما إلى حدّ ما تجارب الإخوان في المملكة العربية السعودية أو سلطنة عمان والبحرين ، القطريون يرون أن اللوائح والقوانين والرسميات تعيق النمو الطبيعي العفوي للجماعات وفي ظنّي لو أنّ مَسَار ( الجماعة ) في قطر تأسّس على لوائح ورسميات ـ كشأن باقي تجارب الإخوان في الجزيرة العربية ـ لما وصل حوارهم الداخلي الناشط إلى ما وصل إليه 1999 ( قرار حل التنظيم ) .
إن اللوائح والقوانين والرسميات التي هي مطبّقة داخل تنظيمات الإخوان عموماَ وربّما في الجزيرة العربية خصوصاَ تعيق حركة الحوار الداخلي وتعيق النمو الطبيعي للثقافة السائدة داخل (الجماعة) كما تكرّس السرّية وعقلية ( الشيعة المضطّهدة ) وروح المفاصَلَة مع مجتمع لا هو في العير ولا في النفير بحيث أصبحت الظاهرة الإسلامية في الجزيرة العربية لبعض الناس ظاهرة غير مفهومه . والملفت والذي يدعو إلى إعجاب هؤلاء بهؤلاء النّفر في قطر أنهم تجاوزا ( العتبة الحزبية ) إلى فضاء (التيار) tendency وهو فضاء يتسع للقاء والحوار والاختلاف وقبل ذلك وبعده للعلاقات الإنسانية وهي أمور شبه محظورة في التنظيمات السياسية التي تتحرّك في مجتمعات العالم الثالث وعلى رأس ذلك المجتمعات المتقدمة سياسياً ويحل محلّها فكرة (التيار) والفرق بينهما أن الحزب عبارة عن مجموعة من الأفراد تتفق على منظومة من الأفكار تعتبرها صالحة كبرنامج للحكم الذي يسعى له الحزب ، بينما التيار هو مجموعة من الأفراد ومن ذوي مشارب مختلفة يتفقون في الرأي حول قضية معينة في مرحلة معيّنة دون أن يدفعهم ذلك إلى اعتبار هذا الاتفاق صالح كبرنامج للحكم أو السعي له . واللافت للنظر أن القطريين نصحوا الإخوان في الإمارات أكثر من مرّة أن يتخلّوا عن فكرة (التنظيم) لأن تبعات التمسك بها كانت خطيرة وثقيلة ولأن الأهداف العامة للتحرك قابلة وممكنة التحقيق دون الحاجة إلى ( تنظيم ) رسمي يُحرك حساسية الدولة وقد يدفعها إلى القمع المباشر كما حدث ويحدث في بعض الأقطار العربية ومنها الأقطار الخليجية . إن فكرة التنظيم هي ذاتها فكرة ( الحزب ) وهي تقوم تقوم أساساً على عامل رئيسي crunch factor وهو عامل ( السيطرة ) control على العضو ، بينما لا يشكل ذلك عاملاً أساسياً في (التيار) بل إن فكرة التيار تمجّ عامل السيطرة وربما ترفضه كلياً في بعض البلدان المتقدمة سياسياً مثل أوروبا الغربية . خطورة عامل السيطرة أنه يحرّض على العسكرة التنظيمية militarism وهي عسكرة ربما تقود بعض الأحزاب إلى مغامرات غير محسوبة في عالم الصرّاع على الحكم .
لذلك نلاحظ حساسية الحكومات والنُخب الحاكمة من فكرة ( الحزب ) الناشئ إذ تحرض على تلمُّس منطلقاته الفكرية والحركية كما تحرص على تتبع وفهم الأشخاص المعنيون بإقامته وتأسيسه ومصادر تمويلهم إذ أن لكل حزب مؤسسات ( لجان ومكاتب ومطابع وصالات وموظفين وغير ذلك ) وتحتاج لتسييرها إلى مبالغ طائلة وميزانيات ربما موسّعه فتحرص الحكومات على دراسة مصادر التمويل لتصل إلى نهايات الخيط ومعرفة مدلولاته السياسية وهل لها ارتباطات خارجية ؟ كل هذه أسئلة استخباريه واستشعاريه تدرسها الحكومات قبل الترخيص للحزب الناشئ . أمّا إذا غامرت أية جماعة إخوان أو غيرها على إقامة ( تنظيم ) سريّ للعمل تحت الأرض فهذا أدعى إلى قلق الدولة وهو قلق يتولّد عنه مزيد من البدائيه التي تتميّز بها ( الدولة ) و ( السلطة ) عند العرب فتبدأ الملاحقات والتغوّل لتجنّب هذه المواجهة الغير متكافئة ولو أدى ذلك إلى حل التنظيم كما حدث في الحالة القطرية وهو عين الحكمة .
وكان الحاكم الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني ميّال إلى الثقة بهذه المجموعة من الإخوان الذين تميَّزوا بالأخلاق الحميدة والسِّير الطيبة فزاد ذلك من ثقة كل الناس بهم في قطر . ويبدو أن هذه المجموعة من الإخوان كانت حريصة على العمل الفردي العضوي حتى لا تثير الشكوك حولها خاصة وأن شبه "الحزبية" كانت دائماً تلاحق الإخوان الفارين إلى خارج مصر وكانت مخابرات عبدالناصر حريصة على إلصاق هذه التهمة بهم أينما حلوا .
ركّز هؤلاء على إنشاء وزارة التربية والتعليم والمعهد الديني ولعبت العلاقات الشخصية والمبادرات الفردية دورا كبيرا في انشاء التيار الإسلامي داخل قطر الذي تأثر في مرحلة مبكرة بكتابات سيد قطب رحمه الله وفتحي يكن وغيرهم من مفكرين الإخوان . فالامتداد الإخواني في قطر في مراحله الأولى بدأ بصورة الامتداد الفكري وعاشت قطر "خاصة 1960 – 1980 " مرحلة نشطه من التلقّي الفكري الإسلامي . من نافل القول إن الإخوان يتمنون النسق التربوي وكانت التربية عندهم تأخذ أشكالاً تناسب كثيراً الطبيعة البدوية في الجزيرة العربية ( وفيها بالطبع قطر ) : شكل الرحلة والمخيّم والمعسكر أو غيرها من الأشكال المناسبة . كل هذه المناشط كانت تتم بشكل عفوي دون (تنظيم) ولا تأكيد على ذلك . وكان رموز الإخوان آنذاك القادمين من مصر يدعون إلى هذه المخيمات والرحلات تكون لهم أحاديث ودروس ويكون لهذه الأحاديث آثارها البالغ على الشباب في قطر المتطلع لدور مستقبلي . ومع الوقت بدأت هذه المجاميع من الشباب تشعر بألفة فئوية ورفقة سيكولوجيه لم تكن تشعر بها من قبل وأيضا مع الوقت ونظراً لتأثرهم بكتابات سيد قطب رحمه الله وفتحي يكن وغيرهم واحتكاكهم المباشر مع الفارين من الإخوان بدؤوا يشعرون أنهم أصبحوا إخوانا دون أن ينتبهوا أن الإخوان يعيشون مع الدولة في مصر وأن لا صراع لهم مع الدولة في قطر لكن في غمرة هذا ( ليوتوبيا utopia ) الإسلامية أصرّت هذه المجموعة الصغيرة من شباب قطر ( لا تتعدى المئة ) في منتصف السبعينيات 1975 على ضرورة اختيار ( مسؤول ) للإشراف على هذه المناشط ( تربية ، وترويح ، واحتفال ) وهنا بدأت الخلافات الداخلية الناشئة أصلا ليس من خلاف موضوعي بقدر ما هي ناشئة من ( الإفتعال ) الذي كان يَصِمُ الحالة برقتّها فما حاجة قطر لـ ( تنظيم إخوان ) أو غيره ؟ وما حاجة هذه المجموعة الصغيرة المتآلفة المتحّابة لأن تلقى بنفسها بأتون ( الحزبية ) و ( الانتخابات الداخلية ) ولماذا كل هذا ؟ قد نفهم لماذا يحدث ذلك في مصر المكتظة بالملايين من الناس ( عدد غير قليل منهم يعيشون تحت خط الفقر ) لكن ما هو غير مفهوم أن يحدث ذلك في قطر البلد الصغير والصغير جداً والذي يعاني من ندرة سكانية ويعيش الناس فيه بحالة من اليسر النسبي فلا أجد تفسيراً للحالة الإخوانية في قطر أكثر من الإشارة إلى أنها حالة ( تقمّص ) أو( انبهار ) بالإخوان الفاريّن من قمع عبدالناصر و ( الجماعة ) التي انتجت هذه النوعية الصّلبة من الأفراد أمثال القرضاوي والعسّال وصقر ناجي وعبدالستّار على سبيل المثال لا الحصر . لكن الذي لم تدركه هذه المجموعة من الشباب الذين لم يتلقوا أي ( تدريب سياسي political counseling ) ولم يتعرّفوا على حساسية السلطات السياسية في كل أنحاء العالم وفي كل الدول من نشوء أو قيام تنظيمات organizations تتضارب في طريقة تفكيرها أو في منتهى مشروعها السياسي مع مشروع الدولة أو اتجاهها العام الذي تفرضه عوامل موضوعية objective في الداخل والخارج .
وبعد خمس سنوات من تشكيل التنظيم الجديد البسيط شكلاً ومضموناً جاء بعض الخريجين الجُدد من الخارج 1980 ـ 1981 وانضموا إلى هذه المجموعة وبدأت تنطرح الأسئلة الجدّية داخل المجموعة : من نحن ؟ وإلى أين نسير ؟ وهل هناك مشروع نحمله ونتحمّل حمله ؟ هل هذا ما نريد ؟ ما هي مصلحة المجتمع القطري في كل ذلك ؟ هل لفكرة ( الدوجما ) الحزبية تبعات في المستقبل ؟ هل هذا الثوب مناسب ارتداءه في قطر ؟ والملفت للنظر أن المجموعة تعاملت مع هذه التساؤلات بكل رصانة وجدّية وحزم وقررت تفويض أفراداً منها للقيام بدراسة هذه الأسئلة دراسة تفصيلية واستحضار فكر المؤسس المرحوم بإذن الله الشهيد حسن البنـّا وتنزيل هذا الفكر على تجربة الإخوان في مصر وتجارب الإخوان خارج مصر . وفعلاً استغرقت دراسة الأسئلة والإجابة عليها وتنزيل فكر ( المؤسّس ) البنـّا على تجربة الإخوان في مصر وخارجها عدّة سنوات ( انتهت الدراسة ربما 1991 أو قريباً من ذلك ) وخلصت الدراسة ـ وخاصة في قسمها الثاني الغير منشور حتى الآن ـ إلى أن (فكر) البنّا لم يحدّد بدقة الموقف من ( الدولة ) : المشاكل الداخلية للدولة ،الحكومة، الإدارة ، الإقتصاد، الأمن، نظرية العلاقات الدولية ، الإقتصاد، التعليم . اتبعت الورقة ـ في الجزء الذي لم ينشر ـ والتي وضعها القطريون النابهون نظاماً صارماً في الإجابة على الأسئلة ودرسوا ( منظمة ) الإخوان بشكل موضوعي وصارم . درسوا المنظمة من حيث الهيكل والقيادة والثقافة السائدة في المنظمة وإدارة المنظمة . كما درسوا الروافع في المنظمة : الموارد البشرية ونظم الإتصال والتعاون البيني داخل المنظمة كما درسوا المعرفة داخل المنظمة والجمهور المخاطب ومجال التنافس داخل المنظمة وتكاليف الصراع الذي تحركه المنظمة أي هل لديها استعداد لدفع التكاليف ؟ كما درسوا المنظمة من جهة التخطيط أي : هل هناك خطة فعلية ليسترشد بها الإخوان في مصر وخطة قائمة فعلاً ، فكم حقق منها الإخوان وكم بقي على تحقيق الهدف النهائي ؟ أسئلة كبيرة ومهمة وجديرة بالتأمل خاصة الممعنة في صحراء الجزيرة العربية وسكينتها التاريخية . لقد نشر القطريون الجزء الأول من دراستهم ( فكر البناّ ) رحمه الله لكنهم لم ينشروا الجزء الثاني من دراستهم ( منظمة الإخوان ) وهو الجزء الأهم نظراً لما فيه من تشريح عملي وموضوعي صارم لأوضاع المنظمة لم تعتد عليه في تاريخها الطويل منذ نشوئها 1928م في الإسماعيلية . وبعد كل هذا الجهد المبذول في الدراسة توصّلوا إلى قرار 1999 بحل التنظيم وتم تبليغ ( التنظيم الدولي ) بهذا القرار . لقد أظهر القطريون نباهة مبكّرة سوف تختصر عليهم كثيراً من المشاكل التي يمرّ بها إخوانهم في أقطار أخرى من الجزيرة العربية مثل الإمارت العربية المتحدة وسلطنة عمان . سألت أحد القائمين المهميّن بهذه الدراسة بجزئيها : الآن وبعد هذه السنين ما رأيك بالإخوان في مصر ؟ قال : ( لقد تحوّلوا إلى اسفنجة تمتص كل الطاقات وتجمّدها ، إنهم حيثما كانوا يساهمون في تجميد الحالة وذلك يخدم في المحصول النهائي النظام أينما كان . إنهم يقومون بدور وظيفي لصالح الدولة هناك دون أن يشعروا ) انتهى . سألت آخر نفس السؤال فقال : ( الإشكال الأساسي عند الإخوان في مصر هو فقدان البوصلة . إنهم مشغولون بالفعل اليومي والصراع على النقابات والأندية والاتحادات الطلابية والسيطرة على المساجد وينسون في غمرة كل ذلك التوّجه الإستراتيجي والفكر المنهجي بعيد المدى . وإذا كان الإخوان في مصر يمثلون (القلب) بالنسبة لتنظيم الإخوان العالمي فإن علاقة ذلك القلب بـ ( الأطراف ) ـ تنظيمات الإخوان في البلاد العربية ـ علاقة ضعيفة وسطحية للغاية ولا تقوم على اتصال عضوي وحي ومستمر والقلب لا يستطيع أن يعيش وحده في أي جسم كان فهو في نهاية الأمر يحتاج لحركة الأطراف فوظيفته في النهاية ضخّ الدماء لهذه الأطراف . ثم إن الإخوان في مصر يعيشون في ظل نظام فكري دوغماني ويريدون إسقاط هذه الدوغماتية على الجميع خارج مصر وهذا أمر غير مقبول ولا معقول وهذا أدّى إلى تحوّل الجماعة إلى عامل طرد أكثر من عامل جذب للعقول المتميزة .) انتهى .
ويرى (نفسه) أن أهم قضية يعاني منها مجتمع الجزيرة العربية هي ( خمول المجتمع المدني ) إذ لم يصل الناس إلى مستوى جيد من النضج المدني لذلك من الممكن أن تنطلي عليهم بأن تقوم الحكومة على سبيل المثال بإشهار ( جمعية حقوق الإنسان ) يعيَّن رئيسها ومجلس إدارتها وميزانيتها من الحكومة التي تشرف على تسييرها وتتحكم في حركتها بحيث تتستر هذه الجمعية على انتهاكات الحكومة لحقوق الإنسان بدلاً من أن تكشفها وتقاومها . ويرى هذا الشاب القطري الذي كان سابقاً من الإخوان ولا يرى حالياً حاجةً لوجود تنظيم كهذا في قطر ولا حتى في الجزيرة العربية ، وأقول يرى أن تنشيط ( المجتمع المدني ) ومؤسساته وبث الروح فيها سيؤدي في النهاية إلى النهوض بمستوى الوعي وسينعكس ذلك بدوره على النشاط السياسي والاجتماعي والتعليمي والحقوقي في مجتمع الجزيرة العربية . ويحذّر هذا الشاب النّابه إلى أنه بالرغم من ندرة السّكان في الجزيرة العربية وبالرغم من القدرات المالية والإدارية لدولها نلاحظ أن نسبة الأمية في الجزيرة العربية عالية للغاية إذ تبلغ في قطر 9.0 % وفي الكويت 7.0 % وفي المملكة العربية السعودية 23 % وفي الإمارت العربية المتحدة 12.3 % وفي البحرين 13.4 % وفي سلطنة عمان 18.6 % أما في اليمن فهي 47.0 % ويضيف أن العالم اليوم يتحدث عن نسب الأمية الحرفية والقادرين على القراءة والكتابة .
ويضيف أننا في الجزيرة العربية لسنا في حاجة لاستنساخ التجربة في مصر ( أي تجربة الإخوان ) إذ أن الظروف الموضوعية في مصر رما برّرت نشوء وقيام ( جماعة الإخوان ) في وقتها 1928 م لكن مصر في وضعها الحالي 2006 ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك . يقول نحن في حاجة إلى قلب ( مرجعية ) ذات صدقية وليس على ( تنظيم ) . في حاجة إلى ( قلب مرجعي ) كما أسماه مشبّع بالعلم الشرعي الإسلامي وإضافة إلى ذلك بالفكر الإستراتيجي وفهم الواقع المحلّي والإقليمي والعالمي والتسلّح بأدوات الفحص المنهجي السليم المناسبة للعصر وظروفه وملابساته . يقول لو توفر هذا القلب المرجعي ( قد يكون فرد أو مجموعة من الأفراد ) ولو توفرت له ( المراكز ) و ( المؤسسات ) لأستطاع هذا القلب أن يشِعّ ما هو مطلوب من التوجيه المناسب لحركة المجتمع في الجزيرة العربية وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية السمحاء دون ولوج تجربة ( التنظيم ) السياسية وتفريعاتها المؤلمة التي شهدها أكثر من قُطر عربي وإسلامي والتي تثير حساسية مُفرطة لدى دولنا ونُخبنا الحاكمة . هذه واحدة أما الثانية فإن أكثر ما يميّز التجربة الإخوانية القطرية ( التي انتهت 1999 ) أنها لم تكن ( عادية ) إذ لم تتحكم بها العاطفة الإسلامية أو اليوتوبيا السياسية ولم تتحكم بها ( لوائح تنفيذية ) أو قوانين أو رسميات formalities كشأن تجربة الإخوان في الإمارات أو الكويت أو ربّما إلى حدّ ما تجارب الإخوان في المملكة العربية السعودية أو سلطنة عمان والبحرين ، القطريون يرون أن اللوائح والقوانين والرسميات تعيق النمو الطبيعي العفوي للجماعات وفي ظنّي لو أنّ مَسَار ( الجماعة ) في قطر تأسّس على لوائح ورسميات ـ كشأن باقي تجارب الإخوان في الجزيرة العربية ـ لما وصل حوارهم الداخلي الناشط إلى ما وصل إليه 1999 ( قرار حل التنظيم ) .
إن اللوائح والقوانين والرسميات التي هي مطبّقة داخل تنظيمات الإخوان عموماَ وربّما في الجزيرة العربية خصوصاَ تعيق حركة الحوار الداخلي وتعيق النمو الطبيعي للثقافة السائدة داخل (الجماعة) كما تكرّس السرّية وعقلية ( الشيعة المضطّهدة ) وروح المفاصَلَة مع مجتمع لا هو في العير ولا في النفير بحيث أصبحت الظاهرة الإسلامية في الجزيرة العربية لبعض الناس ظاهرة غير مفهومه . والملفت والذي يدعو إلى إعجاب هؤلاء بهؤلاء النّفر في قطر أنهم تجاوزا ( العتبة الحزبية ) إلى فضاء (التيار) tendency وهو فضاء يتسع للقاء والحوار والاختلاف وقبل ذلك وبعده للعلاقات الإنسانية وهي أمور شبه محظورة في التنظيمات السياسية التي تتحرّك في مجتمعات العالم الثالث وعلى رأس ذلك المجتمعات المتقدمة سياسياً ويحل محلّها فكرة (التيار) والفرق بينهما أن الحزب عبارة عن مجموعة من الأفراد تتفق على منظومة من الأفكار تعتبرها صالحة كبرنامج للحكم الذي يسعى له الحزب ، بينما التيار هو مجموعة من الأفراد ومن ذوي مشارب مختلفة يتفقون في الرأي حول قضية معينة في مرحلة معيّنة دون أن يدفعهم ذلك إلى اعتبار هذا الاتفاق صالح كبرنامج للحكم أو السعي له . واللافت للنظر أن القطريين نصحوا الإخوان في الإمارات أكثر من مرّة أن يتخلّوا عن فكرة (التنظيم) لأن تبعات التمسك بها كانت خطيرة وثقيلة ولأن الأهداف العامة للتحرك قابلة وممكنة التحقيق دون الحاجة إلى ( تنظيم ) رسمي يُحرك حساسية الدولة وقد يدفعها إلى القمع المباشر كما حدث ويحدث في بعض الأقطار العربية ومنها الأقطار الخليجية . إن فكرة التنظيم هي ذاتها فكرة ( الحزب ) وهي تقوم تقوم أساساً على عامل رئيسي crunch factor وهو عامل ( السيطرة ) control على العضو ، بينما لا يشكل ذلك عاملاً أساسياً في (التيار) بل إن فكرة التيار تمجّ عامل السيطرة وربما ترفضه كلياً في بعض البلدان المتقدمة سياسياً مثل أوروبا الغربية . خطورة عامل السيطرة أنه يحرّض على العسكرة التنظيمية militarism وهي عسكرة ربما تقود بعض الأحزاب إلى مغامرات غير محسوبة في عالم الصرّاع على الحكم .
لذلك نلاحظ حساسية الحكومات والنُخب الحاكمة من فكرة ( الحزب ) الناشئ إذ تحرض على تلمُّس منطلقاته الفكرية والحركية كما تحرص على تتبع وفهم الأشخاص المعنيون بإقامته وتأسيسه ومصادر تمويلهم إذ أن لكل حزب مؤسسات ( لجان ومكاتب ومطابع وصالات وموظفين وغير ذلك ) وتحتاج لتسييرها إلى مبالغ طائلة وميزانيات ربما موسّعه فتحرص الحكومات على دراسة مصادر التمويل لتصل إلى نهايات الخيط ومعرفة مدلولاته السياسية وهل لها ارتباطات خارجية ؟ كل هذه أسئلة استخباريه واستشعاريه تدرسها الحكومات قبل الترخيص للحزب الناشئ . أمّا إذا غامرت أية جماعة إخوان أو غيرها على إقامة ( تنظيم ) سريّ للعمل تحت الأرض فهذا أدعى إلى قلق الدولة وهو قلق يتولّد عنه مزيد من البدائيه التي تتميّز بها ( الدولة ) و ( السلطة ) عند العرب فتبدأ الملاحقات والتغوّل لتجنّب هذه المواجهة الغير متكافئة ولو أدى ذلك إلى حل التنظيم كما حدث في الحالة القطرية وهو عين الحكمة .
0 تعليقات:
إرسال تعليق